PhotobucketPhotobucketPhotobucket

الأحد، 20 ديسمبر 2009

مراجعة ( التربية الدينية الإسلامية)
للصــف الأول الثانوى
الحفظ والتفسير

النص الأول : مفاتح الغيب

تمهيــد: هذه الآية آخر سورة (لقمان) وهي مكية وسميت بذلك؛ لاشتمالها على نصائح لقمان لابنه، وقد استملت الآية على مفاتح الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
(الآية 34 من سورة لقمان)
( معاني المفردات والجمل)
رقم الآية 34
عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ : الله وحده يعلم وقت القيامة، وما يجري فيه من بعث وحساب وجزاء.
الْغَيْثَ : المطر، والجمع: (غيوث وأغياث).
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ : يعلم نوع الجنين في رحم المرأة من حيث النوع (ذكر أو أثنى) ومن حيث المستقبل في الحياة (شقي أو سعيد) ومن حيث الموت وموعده إلى غير ذلك.
تَدْرِي : تعلم
تَكْسِبُ غَداً : تعمل من خير أو شر في المستقبل- أو تحصل على الرزق
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ : لا يعلم أحد إلا الله وقت موته أو مكانه.
عَلِيمٌ : أحاط علماً بكل شيء (وهي صيغة مبالغة).
خَبِيرٌ : يعرف باطنه كظاهره (وهي صيغة مبالغة) ووصف (خبير) بعد (عليم) يدل على اتساع علم الله وشموله للظاهر والباطن- كما أن مادة (علم) تكررت (علم-يعلم-عليم)؛ لتوكيد أن علم الله واسع لا حدود له.

ما ترشد إليه الآية :-
1- يعلم الله وحده وقت يوم القيامة، وما يجري فيه من بعث وحشر وحساب.
2 – الله- وحده- "ينزل الغيث، فهو الذي يكون السحب من بخار الماء، ويهيئ الظروف لتكاثف البخار حتى يصبح قطرات من الماء
3 – الله- وحده- يعلم ما في الأرحام": من أنوثة وذكورة، وسعادة وشقاء، وعمر طويل أو قصير، وغني وفقر.
4 – وهو- وحده- يعلم الرزق وما سوف يحدث للإنسان في المستقبل من خير أو شر (أما ما يزعمه الدجالون من معرفة المستقبل عن طريق السحر أو الجن أو قراء الكف أو الفنجان أو غير ذلك فهو باطل واستغلال للنفوس الضعيفة فلا يعلم الغيب إلا الله.
5 – الله- سبحانه- يعلم زمان الموت ومكانه لكل كائن حي.

س1: اختص الله- سبحانه وتعالى- بعلم الساعة. فما الحكمة في ذلك؟
ج1: الحكمة في ذلك أن تظل الحياة البشرية في طريقها ونشاطها إلى آخر لحظة في الدنيا؛ لأن الناس لو علموا وقت القيامة لتوقفوا عن العمل انتظاراً لها، وأيضاً يتساوى الصالح والفاسد حتى يتوب قبيل هذا الوقت لينجو من النار بعد ما ارتكب من منكرات، فهذا الإخفاء لوقت الساعة وغيره من مفاتح العيب رحمة من الله – تعالى – بالناس.

س2: يدعي بعض الناس معرفة ما في الأرحام. ما رأيك؟ وكيف ترد عليهم؟
ج2: تمكن العلماء بواسطة الأشعة من تحديد نوع الجنين (ذكر أو أنثى) وليس معنى ذلك أنهم علموا ما في الأرحام؛ لأن علم الله واسع يشمل النوع، والسعادة والشقاء، والغنى والفقر، والثقافة، وطول العمر وقصره والمرض، والصحة وغير ذلك مما لا يمكن أن يعرفه الناس مهما بلغوا من درجات العلم، قال- تعالى-: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)

س3: ما المراد بالكسب في قوله: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً)؟
ج3: المراد: الكسب بمعناه العام وهو العمل وبذلك يشمل الرزق والعلم والسعي والمال والولد والنجاح وكل شيء يحدث في المستقبل.

س4: وضح الحقيقة التي يشير إليها قوله-تعالى- في آخر الآية: (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
ج4: هذه العبارة تؤكد أن الله يعلم الغيب وحده باستخدام أداة التوكيد (إن) وصيغتي المبالغة (عليم-خبير) و(خبير) بعد (عليم) لتوكيد علم الله الواسع الشامل للظواهر والبواطن.

س5: لماذا أخفى الله عن الإنسان زمان موته ومكانه؟
ج5: لله حكمة في ذلك عظيمة، فلو علم الإنسان وقت موته لمات من الوهم، ولتوقف عن العمل انتظاراً للموت، ولاستمر في عمل الشر إلى قرب أجله وتاب، ولو علم مكان موته لما انتقل منه، وبذلك تختل الحياة ويرتبك نظامها.

النص القرآني الثاني : إيمان ودعاء


تمهيد: هذا النص الكريم من آخر سورة (البقرة) وهي سورة مدنية وسميت بذلك لاشتمالها على قصة البقرة التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها.
بسم الله الرحمن الرحيم
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286) )
(الآيتان 285، 286 من سورة البقرة)

( معاني المفردات والجمل)
رقم الآية 285
الرَّسُولُ : هو محمد (صلى الله عليه وسلم) .
بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ : بالقرآن الكريم.
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا : أجبنا داعيك وأطعنا أمرك.
غُفْرَانَكَ : اغفر لنا وسامحنا.
الْمَصِيرُ : المرجع بالبعث.

الآية : 286
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا : لا يحمل الله نفساً إلا قدر طاقتها (وسبب نزول هذه الآية أن بعض المؤمنين خافوا مشقة الحساب على ما يعرض لهم من الوسوسة فنزلت ليطمئنوا).
لَهَا مَا كَسَبَتْ : لها ثواب ما عملت من خير.
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ : عليها عقاب ما اقترفت من الشر.
إِصْراً : الإصر: الحمل الثقيل- والمراد: التكاليف الشاقة التي نعجز عن القيام بها.
كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا : مثل بني إسرائيل من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة وقطع موضع النجاسة
مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ : ما لا نقدر على فعله إلا بمشقة شديدة.
وَاعْفُ عَنَّا : اصفح عن ذنوبنا.
َاغْفِرْ لَنَا : سامحنا وامح ذنوبنا.
أَنْتَ مَوْلانَا : أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا.

ما ترشد إليه الآيات :
1- الإيمان بجميع الرسل الذين بعثهم الله- سبحانه وتعالى- لهداية البشر (لا نفرق بين أحد من رسل) ولله رسل كثيرون ذكر منهم في القرآن خمسة وعشرون هم: آدم، نوح، إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، داود، سليمان، أيوب، إدريس، هود، شعيب، صالح، ذو الكفل، زكريا، يحيى، إلياس، اليسع، يونس، لوط، هارون، موسى، عيسى، محمد، عليهم الصلاة والسلام، ويجب أن نؤمن بهم تفصيلاً، كما نؤمن إجمالاً بمن لم يذكروا في القرآن، وأولي العزم من الرسل خمسة وهم: نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
2- كما اشتملت الآية على السمع والطاعة لكل ما جاء به الرسول.
3- الإيمان باليوم الآخر والبعث والحساب والجزاء (وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
* الآية (286) تبين ما يأتي:
ا- أن الدين يسر لا عسر فيه (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا).
2- العدل الإلهي في الجزاء على الخير والشر (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ).
3- الدعاء جوهر العبادة، فهو دليل على الثقة بالله واللجوء إليه.


النص القرآني الثالث

حول غزوة الأحزاب ( الخندق )
في السنة الخامسة للهجرة اتفق المشركون من أهل مكة وما حولها على محاربة المسلمين في المدينة.
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً(9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً(11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً(12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً(13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً(14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً(15).
(الآيات من 9-15 من سورة الأحزاب)

ما ترشدنا إليه الآيات الكريمة:
· تتحدث الآيات الكريمة عما حدث في غزوة الأحزاب، وتسمى أيضاً غزوة (الخندق) حيث اشتد الخوف ببعض المسلمين نتيجة لحصار الكفار لهم، ولكن الله أيدهم بنصره، وأرسل على الكفار ريحاً وجنوداً من الملائكة فرحلوا مذعورين إلى مكة.
· شدة الصراع بين دعوة الحق التي يدعو إليها المسلمون، وضلال الكفار الذين يعبدون الأصنام.
· تحالف أحزاب الشر ليكسروا شوكة الدولة الإسلامية الجديدة.
· رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى الذي نقتدي به في السلم والحرب، فقد استجاب لرأي أصحابه ومنهم سلمان الفارسي الذي أشار بحفر الخندق، كما شاركهم في أعمال الحفر، وكان قدوة لهم في الصبر والثبات والشجاعة والثقة بالنصر.


الأحاديث الشريفة

الحديث الأول : الصدق طريق الجنة


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
"إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق، حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله كذاباً". (رواه البخاري)


معاني المفردات والجمل
الصدق : مطابقة الكلام للواقع بحسب اعتقاد المتكلم. وضده: الكذب.
يهدي : يرشد ويؤدي.
البر : اسم جامع لكل الخيرات والطاعات. وضده: الفجور.
صديقاً : كثير الصدق- وهو الذي يتكرر الصدق منه كثيراً وباستمرار.
الفجور : الفساد والسير في طريق المعاصي، فهو اسم جامع للشر.
كذابا : صيغة مبالغة من الكذب، وهو الذي يتكرر منه الكذب كثيراً وباستمرار

ما يرشد إليه الحديث
1- الصدق فضيلة يجب أن يتعود عليها الإنسان منذ الصغر بالتربية والقدوة الحسنة في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
2- يحث الحديث على تحري الصدق، بالقصد إليه في القول والعمل.
3- للصدق آثار طيبة في حياة الفرد والمجتمع؛ لما يترتب عليه من هداية إلى البر الذي يهدي إلى الحق، فضلاً عن ثقة الناس به، وشيوع الصدق في المجتمع يؤدي إلى المحبة والاستقرار والرخاء والسعادة في الدنيا والآخرة.
4- الكذب من شر الرذائل؛ لما يترتب عليه من الانحدار إلى الفجور الذي يؤدي إلى النار في الآخرة وفقد الثقة بالفرد في الدنيا. وإذا شارع الكذب في المجتمع صار إلى الانحلال والفساد والتناحر.
5- يحذر الحديث من الكذب قولاً كان أم فعلاً، وتقع المسئولية في ذلك على الأسرة والمجتمع.
6- لا يستهين الإنسان بالقليل من الكذب حتى لا يتعود عليه فيصبح "كذابا".


الحديث الثاني : صفات لا يتصف بها المؤمن

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r:
" ليس المؤمن بالطعان ، ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذئ ". (رواه الترمذي والحاكم)

معاني المفردات والجمل
الطعان : هو العياب الذي يكثر من وصف عيوب الناس، ويذمهم ويغتابهم وهي صيغة مبالغة.
اللعان : هو الذي يكثر اللعن والسب للناس والدعاء عليهم (صيغة مبالغة).
الفاحش : فاعل الفحش أو قائله، أو الشتائم شتماً قبيحاً
البذئ : الذي لا حياء له و(البذاء) الفحش في القول.

ما يرشد إليه الحديث
1- الإيمان يؤثر في سلوك الأفراد وأخلاقهم فيتصفون بالفضائل ويبعدون عن الرذائل.
2- المؤمنون إخوة، لا يصح أن يطعن بعضهم بعضا، أو يسبهم أو يلعنهم.
3- يحذر الحديث من الفحش في القول أو الفعل. كما يحذر من البذاءة وعدم الحياء.
4- الدعوة إلى التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل.
5- المجتمع الصالح تسوده المحبة، ويترابط أفراده برباط الأخوة الإسلامية.
6- لا يليق بالمسلم أن يكون عياباً بذيء اللسان.

س1: ما المراد بكلمة (المؤمن) في قوله (صلى الله عليه وسلم): (ليس المؤمن بالطعن ولا اللعان..)؟
ج1: المراد: المؤمن الكامل الإيمان.

س2: لماذا عبر في الوصفين (الأول والثاني) بصيغة المبالغة. فقال: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان)؟
ج2: للتنفير ممن يفعل ذلك، حيث ينفلت لسانه ويكثر من الطعن ولعن الناس.


الحديث الثالث : البــر بالأقــارب


عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
"من سره أن يبسط في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه". (رواه البخاري ومسلم)

معاني المفردات والجمل
سره : أسعده
يبسط له في رزقه : يوسع له في الرزق
ينسأ له في أثره : يؤخر له في جله إما بإطالة عمره أو بالذرية الصالحة والذكر الحسن من بعده (فالذكر للإنسان عمر ثان).
فليصل رحمه : فليحسن إلى أقاربه الذين بينهم وبينه نسب سواء أكانوا وارثين أم غير وارثين، و(الرحم) موضع تكوين الجنين في بطن المرأة. والأقارب مشتركون في النشأة من رحم واحدة، فصلة الرحم صلة الأقارب.

ما يرشد إليه الحديث
1- الرحم مأخوذة من الرحمة وهذا يدل على أن صلة الرحم لها فضل عظيم ومكانة عند الله الرحيم.
2- الحديث يحث على صلة الرحم؛ لأن قطيعتها من الذنوب الكبيرة.
3- صلة الرحم تزيد في الأعمار وفي الأرزاق، أو تبارك فيها.
4- الترابط بين الأقارب يؤدي إلى تقوية المجتمع وتعاونه.
5- يحث الحديث على التواصل بين الأقارب والتعاون بينهم على البر والتقوى.
6- الأثر الطيب، والذكر الحسن امتداد لعمر الإنسان.


س1: ما أنواع صلة الرحم؟ وبماذا تكون صلتها؟
ج1: هناك الرحم العامة- بين المسلمين – وصلتها بالتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون. وهناك الرحم الخاصة – بين الأقارب- وصلتها بالنفقة عليها وتفقد أحوالها، والتسامح معهم، وقضاء حوائجهم، وكل ما فيه نفع ديني أو دنيوي لهم. وهناك (رحم القريب غير المسلم) وقد أجاز الإسلام صلته والإحسان إليه.


الســـيرة النبويــــــــة

الدروس المستفادة من غزو حنين والطائف

غزوة حنين:


1- متى وقعت؟ وقعت في يوم السبت 6 من شوال سنة 8 هـ.
2- أين وقعت؟ وقعت في وادي (حنين) قرب الطائف.

3- أسبابها:

بعد فتح مكة واستسلام قريش، تجمعت القبائل المجاورة لقريش كقبائل (وازنت) و(ثقيف) وما يتفرع عنهما لمواجهة جيش المسلمين قبل أن يأخذ حظه من الراحة والاستقرار، وحينما علم الرسول r بذلك استشار أصحابه، واتفقوا على استئصال هذا الخطر قبل أن يزحف عليهم.


4- تجهيز جيش الأعداء:

بلغ جيش (هوازن وثقيف) وفروعهما عشرين ألفاً، لقيادة (مالك بن عوف) وكان شاباً في الثلاثين من عمره، جمع حوله عدداً كبيراً، منهم (بنو سعد)) الذين كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) مسترضعاً فيهم (حيث أرضعته حليمة السعدية طفلاً)، وأمر مالك رجال القبائل أن يسرقوا معهم إلى الحرب المواشي والأموال والنساء والأطفال، وجعلهم في مؤخرة الجيش، ليثيروا الحماسة والاستماتة في الدفاع عن متاعهم وحريمهم، ثم صف جموعه في كمين عند مضيق (وادي أوطاس) وانتظروا قدوم الجيش الإسلامي.

5- جيش المسلمين:

كان جيش المسلمين اثني عشر ألفاً (منهم عشرة آلاف هم الذين فتحوا مكة وألفان ممن أسلم من قريش، حتى قال بعضهم: (لن نغلب اليوم عن قلة) ونزلوا (حنيناً قرب المساء على أبواب واديها. وعلى رأسه النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعه كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمرو وعثمان وعلي والعباس وخالد بن الوليد.


6- كيف دارت المعركة:

لم تكد طلائع الجيش الإسلامي تتقدم إلى مدخل وادي (حنين) حتى خرج لهم الكمين الذي أعده قائد المشركين مالك ابن عوف، وأمطروهم بوابل من النبال، وانقضوا على أول الصفوف من جيش المسلمين.


7- ثبات النبي وقوة عزيمته:

ثبت النبي (صلى الله عليه وسلم) في مكانه ومعه جماعة من المهاجرين والأنصار، منهم العباس بن عبد المطلب وأبو بكر وعمر وأسامة ابن زيد.

8- (الصوت) من وسائل الاتصال:

أمر الرسول عمه العباس- وكان جهوري الصوت، فنادي: (يا معشر الأنصار – يا معشر المهاجرين)، وأخذ يكرر النداء، حتى رجعوا، وانتظمت صفوفهم، وواجهوا الأعداء بقوة، فانهزموا، وتبعهم المسلمون، يقتلون ويأسرون، ويغنمون، فكانت غنائم المسلمين 20000 من الإبل و40000 من الغنم و4000 أوقية من الفضة و6000 من الأسرى، وقد نقلت كلها في حراسة قوية إلى وادي الجعرانة قرب مكة.

9- مطاردة المشركين بعد هزيمتهم:

تابع الرسول(صلى الله عليه وسلم) والمسلمون العدو فهزموهم شر هزيمة حتى ألجئوهم إلى صياصي الجبال. وقد أنزل الله في هذه الغزوة آيات من سورة التوبة.

10- حصار الطائف:

بعد فرار (مالك بن عوف) أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يسيروا إلى الطائف؛ ليحاصروا قبائل (ثقيف) وعلى مالك بن عوف وجيشه، وانتهى تفكيرهم إلى إرسال (الطفيل) أحد رؤساء (بني دوس) والذب صحب النبي عند حصاره للطائف- إلى قومه يستنصرهم، ومعهم أدواتهم من المجانيق والدبابات، فيعث أهل الطائف إلى الرسوم (صلى الله عليه وسلم) أن يأخذ منه ما شاء لنفسه أو يدهم لله وللرحم.

11- فن استثمار الغنائم:

جاء وفد من هوازن قد أسلموا إلى (الجعرانة) يرجون أن يرد عليهم النبي (صلى الله عليه وسلم) أموالهم ونساءهم وأبناءهم، ولقى الوفد من النبي غاية السماحة والكرم؛ فقد رد أخته في الرضاعة (الشيماء) إلى قومها، وطلب إلى وفد هوازن أن يبلغوا (مالك بن عوف) أنه إن أتاه مسلماً رد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل؛ فاستجاب مالك وأسلم وأخذ ما وعده به الرسول الكريم- كذلك ردت نساء هوازن وأبناؤها إليها بعد أن أعلنت إسلامها وهكذا ألف النبي برد هذه الغنائم قلوب أعدائه الذين كانوا مشركين منذ أسابيع، فصاروا مسلمين من جنود الله.

س1: ماذا تعرف عن كل ممن يأتي: (هوازن- ثقيف- مالك بن عوف- الشيماء- بني سعد- بني دوس)؟
ج1: هوازن: قبيلة كبيرة كانت تقيم في حنين قرب مكة.

ثقيف: قبيلة كانت تسكن الطائف.

مالك بن عوف: قائد جيش المشركين في غزوة حنين.

الشيماء: أخت الرسول في الرضاعة وقد وقعت أسيرة مع بني سعد في حنين وعفا عنهما الرسول.

بنو سعد: كانوا مع مالك بن عوف ونشأ فيهم الرسول عند الرضاعة.

بنو دوس: قبيلة (الطفيل) الذي استعان به الرسول فأحضر منهم خبراء في حرب المنجنيق والدبابات لضرب الطائف؟


البحــوث والتهذيـــب

مقدمة تتناول (الحلال - والحرام)

الأصل في الأشياء أن تكون حلالاً أي مباحة إلا ما ورد فيه نص بالتحريم – قال – تعالى-:
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (من الآية 33 من الأعراف)

والذي حرمه الله له أسباب
( أ ) أن يكون لذلك علة في ذاته وهي الضرر (كالميتة والدم ولحم الخنزير).
(ب ) أو تكون العلة التوجه به لغير الله (كالذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها).
(ج ) أو تكون العلة ما يتصف به من إثم وفحش وبغي (كالرذائل والشرك والعدوان).
· وقد اتفق الفقهاء والعلماء على أصول خمسة يتحدد على ضوئها الحلال والحرام هي: (الدين- والنفس- والمال- والنسل- والعقل) فكل ما يضر بواحدة أو أكثر من هذه الأصول فهو حرام.

قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه".


التدخيــــــن

عادة سيئة يقلد فيها الصغر الكبار، فالصغير يدخن بدافع نفسي إذ يتعجل الرجولة لتحقيق ذاته، في الوقت الذي يستشهد (إيفرت كوب) مدير إدارة الشئون الصحية الأمريكية بـ 171 دراسة تثبت أن النيكوتين مسبب للإدمان تماماً مثل الهيروين والكوكايين، وأن ثلث مليون أمريكي يموتون بسبب التدخين بنسبة 16% من عدد المتوفين سنوياً بأمريكا، ولذلك منع التدخين في الأماكن العامة والمطاعم والفنادق والمسارح والمحلات الكبيرة، وبدأ كثير من الدول في حظر الإعلانات عن التدخين في التليفزيون- بينما يطالب آخرون بعدم شرعية إنتاجه وتوزيعه؛ حيث ثبت كونه مسبباً لمرض السرطان- وطبقاً للقاعدة الإسلامية (لا ضرر ولا ضرار)


الخمـــــر


ميز الله الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل. قال – تعالي :
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الآية 70 من الإسراء)
ومن هنا يقف الإسلام في حسم ضد كل ما يفسد العقل، فالخمر ملعونة بنص الحديث الشريف، "ملعون ساقيها"، وفي تحريمها يقول الله – تعالى-:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الآية 90 من المائدة)

معاني المفردات والجمل

الميسر : القمار
الأنصاب : حجارة كانت توضع حول الكعبة يعظمونها.
الأزلام : قطع خشبية يستقسم بها، مكتوب على بعضها (افعل) وبعضها (لا تفعل) وتضرب ليظهر الوجه المناسب.
رجس : نجس

* وسميت الخمر (خمراً)؛ لأنها تستر العقل تشبيهاً لها بخمار المرأة، الذي يغطي رأسها

وفي الحديث: "كل مسكر خمر وكل خمر حرام" وفيه أيضاً "ما أسكر كثيره فقليله حرام". وقد نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) "عن كل مسكر ومفتر" أي أن كل ما يصيب الجسم بالفتور فهو حرام كالمسكر.


من الشخصيات الإسلامية : الحســن البصري


1 – مولده: ولد الحسن البصري في المدينة المنورة سنة 21 هـ أي قبل نهاية خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بسنتين ويعلل المؤرخون فصاحته بأنه رضع من (أم سلمة).

2 - نشأته: نشأ الحسن البصري في وادي القرى بالمدينة، وكان يجالس أبا هريرة "راوي الحديث" وأنس بن مالك "خادم الرسول".

3 – صفاته: كان عابداً، ورعاً، تقياً، يصلي الفرائض في أوقاتها، ويلبس عمامة سوداء أسوة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) في يوم فتح مكة، وتعمق في العلم حتى صار فقيهاً عظيماً، ومفكراً كبيراً.

4 – رحلته إلى مكة: قدم إلى مكة، فاستقبله أهلها أحسن استقبال، وبلغ من علو شأنه في العلم والفقه، أنهم أجلسوه على سرير، واجتمع الناس إليه بكثرة، فأخذ يحدثهم في شئون الدين حديثاً ملك عليهم ألبابهم، حتى قال عنه علماء مكة بعد استماعهم إليه: "إننا لم نر مثله قط، وإنه يشبه في رأيه عمر بن الخطاب".

5 – من أقواله: "يابن آدم، لا ترض أحداً بسخط الله، ولا تطيعن أحداً في معصية الله" وسئل مرة عن أخلاق الفقيه فقال: "إن الفقيه من لا يأخذ أجراً على علمه، ومن لا يهتم بمن هو فوقه، ومن لا يسخر بمن هو أسفل منه".

6 - حياته في البصرة: انتقل الحسن إلى البصرة في العراق مع كثير من الصحابة؛ ولذلك لقبل بالحسن ا لبصري، ومن أشهر تلاميذه (واصل بن عطاء) الذي خالفه في الرأي حول مرتكب الكبيرة، فترك مجلسه، واعتزله، فقال الحسن البصري: اعتزلنا واصل؛ فلقب هو وأتباعه بالمعتزلة، وصار لهم مذهب يسمى مذهب (المعتزلة).

7 – حرصه على وحدة المسلمين: كان يخشى على المسلمين من الفتنة والفرقة؛ حتى إنه لما قام ابن الأشعث بثورة على الحجاج الثقفي (والي البصرة) فزع العلماء إلى الحسن، وقالوا له: ماذا تفعل وأنت ترى الحجاج يسفك دماء المسلمين دون رحمة أو شفقة؟ قال لهم الحسن البصري: لا تقاتلوه إلا إذا أعلن الكفر بالله، وأنكر أصلاً من أصول الدين، وكان بذلك ينهي عن سفك الدماء.

8 – منزلته بين الفقهاء: بلغ الحسن البصري من إجلال الناس له منزلة لم يبلغها أحد من الفقهاء في عصره، فقد كان (عامر الشعبي)، هو من أفقه العلماء، يثني على الحسن البصري وأخلاقه ثناء يحسبه الناس مبالغاً فيه، حتى أن ابنه سأله يوماً: يا أبت، لم تصف هذا الشيخ بصفات لم تصفها لأحد قط؟ فقال له: يا بني. إني أدركت سبعين من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)فلم أر أحداً قط أشبه بهم منه.

9 – وفاته: في نهاية القرن الأول من الهجرة توفى الحسن البصري، بعد أن عاش فقيهاً زاهداً داعياً للحب والسلام